الختان لا يحرم البنت من الإثارة كما ندعى.. لكن يدمر إشباعها حتى لا تصل للنشوة التى نعتبرها عيباً

مصر أولى دول العالم فى نسبة ختان الإناث فى العالم.. «91%» من بناتها مختتنات

«أميرة» توفيت أثناء ختانها فى عيادة طبيب.. و«أمنية» ماتت بهبوط حاد بالدورة الدموية

فى 1979 بدأت جهود مكافحة الختان فى مصر.. وفى 1990 انضمت إلى الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل

بعد انفراد «الوطن» بنشر خبر عن مساعى حزب النور السلفى لإلغاء قانون «تجريم ختان الإناث»، ثارت ضجة كبيرة فى الأوساط المجتمعية والدينية والحقوقية والسياسية ضد ذلك الاتجاه الذى وصفه رجال دين وحقوقيون بأنه «عودة لعصور الجاهلية».

ورغم أننا فى سنة 2012 ما زال فى مصر من يعيش بعقلية العصور الوسطى، من لا يزال مصراً على تقنين وتشريع أكبر جريمة بربرية وهمجية عرفتها مصر، وهى جريمة ختان البنات، من يصر على تقديم مشروع قانون يطبب الختان ويسمح بإجرائه فى المستشفيات! ختان البنات جريمة سواء بيد الداية أو الطبيب، ختان البنات ليست له أى ضرورة طبية مذكورة فى أى مرجع طبى، بل أكثر من ذلك؛ ختان البنات غير مذكور أصلاً كإجراء طبى معترف به فى أى كتاب يُرجع إليه كمصدر علمى محترم، تطبيب الختان جريمة، ولا يوجد ما يسمى «ختان شرعى» و«ختان غير شرعى»، يوجد فقط ختان بنات يُطلق عليه فى البلاد المتحضرة البتر التناسلى للإناث، ختان البنات عادة لا عبادة، وجزارة لا طهارة.

• ما هو الختان؟ وما هو البظر المتسبب فى كل هذه الضجة؟

الختان، أو بالأصح لغوياً الخفض، هو عملية يُزال فيها البظر، وهى عدة أنواع تتدرج من الختان البسيط الذى يتم فيه إزالة جزء بسيط من مقدمة البظر إلى الختان السودانى أو الفرعونى الذى يتم فيه استئصال البظر بكامله والشفرتين الصغيرتين والكبيرتين أيضاً، ثم يجرى تخييط النسيج المتبقى أو ضم ساقى الفتاة إلى بعضهما وربطهما جيداً بهدف التحام هذه الأنسجة حتى لا تبقى إلا فتحة صغيرة فى مدخل الفرج.. أما ذلك البظر المتهم فهو جزء لم تُعرف له وظيفة فى الجهاز التناسلى إلا الإشباع الجنسى، وهو يقع فى أعلى التقاء الشفرين الصغيرين، وهو يناظر العضو الذكرى تشريحياً ولكنه لا يحتوى على أى فتحات، ويحدث له أيضاً ما نستطيع أن نطلق عليه الانتصاب حيث ينتفخ ويمتلئ بالدماء إذا حدثت الاستثارة، ولكى تتخيل حجم الجريمة باختصار؛ إزالة البظر يماثله فى الرجل إزالة العضو الذكرى كاملاً، ولكى نفهم وظيفة البظر علينا أولاً أن نفهم الفرق بين الإثارة الجنسية والإشباع الجنسى.

«البظر المتهم ».. جزء لم تُعرف له وظيفة فى الجهاز التناسلى إلا الإشباع الجنسى

• الفرق بين الإثارة الجنسية والإشباع الجنسى:

البظر ليس دوره خلق وصياغة وتشكيل الإثارة إنما هذا هو دور المخ، ولكن دوره هو فى الإشباع الجنسى، ولذلك فنحن حينما نجرى عملية الختان لا نحرم الأنثى من الإثارة كما ندعى ونتعلل بسبب جوِّنا الحار، ولكننا ندمر إشباعها الجنسى حتى لا تصل إلى النشوة التى هى من وجهة نظرنا عيب ومن حقنا فقط نحن الرجال، و«علشان نريح أصحاب نظرية قطع البظر تحقيقاً لبعد النظر»، وبُعد النظر هنا بالطبع هو الحفاظ على الشرف الذى يراق على جوانبه الدم، نقدم لهم تلك الإحصائية التى ستهدم نظريتهم وهى أن 90% من المتهمات فى قضايا الدعارة قد أجريت لهن عمليات ختان!! وهذا يعنى ببساطة أن ما سينقذ بناتنا من الوقوع فى هوة الدعارة ليس هو قطع هذه الجلدة وإنما هو التربية السليمة.

• حجم مشكلة الختان فى مصر:

مصر أولى دول العالم فى نسبة ختان الإناث فى العالم، وحسب ما جاء فى تقرير الصحة العالمية فإن 91% من بنات مصر مختتنات، أما فى الدراسة الميدانية التى أجراها الأستاذ الدكتور محمد كريم، أستاذ النساء بجامعة عين شمس فى أغسطس سنة 1994 على 800 طفلة من سن 6 إلى 14 سنة والتى روعى فيها تفاوت المستوى التعليمى والاجتماعى للعينات وأن يكون بينهن 10% من الأقباط، أثبتت الدراسة أن نسبة 19% فقط لم يُختن مقابل 81% مختونات، وتزيد النسبة إلى 88% فى الأسر الفقيرة. وقد كشفت الدراسة عن نوعية الشخص القائم بعملية الختان، وأثبتت أن نسبة 48% من عمليات الختان تجرى بواسطة الداية مقابل 46% بواسطة الأطباء و6% بواسطة حلاقى الصحة، أما المفاجأة فهى فى أرقام البحث الميدانى الثانى الذى أجراه الأستاذ نفسه ولكن هذه المرة فى نادى القاهرة أى فى أوساط المجتمع الراقى وقد أجرى هذا البحث سنة 1994 على عينة من 200 سيدة فتبين منه أن 98% منهن مختتنات!!

• كيف قرأ الأدب وعلم الاجتماع ظاهرة ختان البنات؟

تناولت الختان قصص وروايات كثيرة مثل «زينب والعرش» لفتحى غانم و«أصوات» لسليمان فياض، التى تحكى تجربة مدهشة لختان سيدة فرنسية تزوجت من شاب مصرى ورماها حظها النحس وورطها فى زيارة قريته لتتم لها هناك هذه العملية البشعة، ولكن حتى لا يقال «ده كلام روايات أو وصف جورنالجية» سنقتبس الوصف من إحدى الدراسات الاجتماعية للدكتور محمد عوض خميس الذى حضر إحدى عمليات الختان ووصفها قائلاً:

«يجتمع حشد من النساء وتعم الجميع فرحة غامرة ويتهامسن فيما بينهن بجمل غاية فى القباحة مثل «خليها تبرد نارها».. «خليها تبقى عازبة مش مالحة».. أو «شوية ويتهد حيلها ما الحال من بعضه».. «ده يكسر مناخيرها».. «بكرة تتجوز ومهما يعمل فيها لا تتعب ولا تحس».. ويعقب كل جملة من هذه الجمل ضحكات هستيرية دلالة على الترحيب ونوع من أنواع الشماتة. وتدخل الداية، وهى سيدة كبيرة فى السن قوية الجسد، معها منديل معقود به مشرط طويل عرضه حوالى 2?5 بوصة يشبه سكين الجزار، ويتطوع خمس من النسوة ذوات الصحة والعافية من المدعوات إلى الدخول مع الداية ويبدأن على الفور فى رفع ملابس الفتاة حتى الجزء الأعلى من الجسم ثم يوزعن أنفسهن كالآتى.. إحداهن تقف عند كتفيها ضاغطة عليها بكل قوة واثنتان تمسكان بالفخذ الأيمن وتفتحان الفخذين إلى آخر حد ممكن حتى يبدو العضو التناسلى للفتاة وهى فى حالة صراخ هستيرى بشع، ثم تقوم الداية بمنتهى السرعة بضرب مشرطها قاطعة البظر. وأثناء العملية تكون النسوة يمضغن اللبان الدكر ويشربن القهوة ويطلقن البخور، ثم تقوم إحدى السيدات بخلط اللبان الدكر وتنوة القهوة والبخور المحترق معاً وتقدمها للداية التى تضع الخليط السابق على الجرح وتضغط عليه بقسوة».

نقف عند هذا الحد من السيناريو الدراكولى البشع الذى نحتفل فيه بذبح فتاة فى عمر الزهور وذلك للأسف بأيدى ضحايا مررن بتلك التجربة وذقن مرارتها وعانين من بشاعتها، كل ذلك من أجل الشرف الذى نقصره عند المرأة على الجنس، وسيردّ علينا أحد المحتسبين الجدد فيقول بأن الوصف السابق هو مع الداية فقط، ولكنى أرد وأقول بأن حالات نزف كثيرة بل وحالات وفاة حدثت أيضاً مع أطباء، وسنضطر لذكر بعض هذه المآسى الإنسانية التى قُدمت كقرابين على مذابح الشرف بواسطة بعض الأطباء الكهنة، فمثلاً الفتاة «أميرة محمد صلاح البسيونى» من ناحية كفر الطويلة بمركز طلخا قد توفيت أثناء عملية ختانها فى عيادة أحد الأطباء بعد أن ظلت تنزف لمدة خمسة أيام، كما توفيت أيضاً الفتاة «أمنية عبدالحميد أبوالعلا»، 14 سنة، على إثر عملية ختان أجراها لها طبيب قرية كوم اثنين بمركز قليوب بعد هبوط حاد بالدورة الدموية، وغير هذه الحالات السابقة الكثيرات والكثيرات ممن لا يتسع المجال لحصرهن، مما يثبت أن مجرد كلمة طبيب لا تعنى المنقذ أو المخلص، فالداية أو الطبيب كلاهما يرتكب جريمة حين يجرى عملية الختان، ولكنها فى حالة الداية جريمة «بلدى»، أما فى حالة الطبيب فهى جريمة «شيك» بقفازات وبنج، فالقضية ليست فى أن تجريها داية أو يجريها طبيب، القضية هى إجراؤها من عدمه، القضية هى هل نستعد لدخول المستقبل بعقل متحضر أم نظل مجتمعاً يفكر بنصفه الأسفل فقط.

• الأضرار العضوية للختان:

فضلاً عن الآثار النفسية التى تتركها هذه العملية البشعة والوحشية على الفتاة طيلة عمرها، فإن الآثار العضوية لا تقل خطورة عنها، فبجانب النزيف الذى يحدث عند إجراء العملية فالآثار بعيدة المدى التى تحدث بعدها كثيرة ومتعددة وخطيرة، ومنها الاحتقان البولى والالتهابات والالتصاقات التى ينتج عنها أحياناً انسداد قنوات «فالوب» التى هى من أهم أسباب العقم بل ومن أصعبها علاجاً، بالإضافة إلى القروح المزمنة والتهابات المسالك البولية والكلى واحتقان الحوض المزمن التى ندفع إليها بناتنا بأيدينا وبرضانا وبمنتهى السادية وكأننا من آكلى لحوم البشر.

• قراءة دينية للختان:

ماذا عن الجانب الدينى الذى يتشدقون به ويزايدون عليه برغم معرفتهم وتأكدهم تمام التأكد من أنه لا يشاركنا فى هذه العادة المتخلفة إلا بلدان إسلاميان هما السودان والصومال، أما جميع البلاد الإسلامية الأخرى، وفى مقدمتها السعودية، فلا تجرى هذه العملية على الإطلاق. وقد أعلن فضيلة الشيخ عبدالغفار منصور، مستشار الفقه الإسلامى فى مكة المكرمة: «إننا لا نعرف عادة الختان فى مكة لا قبل ميلاد الرسول ولا بعد بعثه، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم بإجراء الختان لبناته، وحتى يومنا هذا فإن عادة الختان غير معروفة فى مكة». وقد أعلن هذه الفتوى فى مؤتمر السكان، وفى عام 1994 أعلن شيخ الأزهر السابق ومفتى مصر حينذاك د.محمد سيد طنطاوى: «وأما الختان أو الخفاض بالنسبة للإناث فلم يرد بشأنه حديث يُحتج به وإنما وردت آثار حكم المحققون من العلماء عليها بالضعف، ومنها حديث «الختان سنة للرجال مكرمة للنساء»، وحديث «لا تنهكى فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل». وقد ذكر هذه الأحاديث جميعها الإمام الشوكانى، وحكمها الضعف. وقال صاحب كتاب «عون المعبود شرح سنن أبى داود» بعد أن ذكر ما جاء فى الختان: «وحديث ختان المرأة رُوى من أوجه كثيرة وكلها ضعيفة معلومة مخدوشة لا يصح الاحتجاج بها كما عرفت»، وقد خلص د.طنطاوى فى نهاية فتواه إلى أنه لا يوجد نص شرعى صحيح يحتج به فى مسألة ختان البنات وأن الختان ما هو إلا عادة انتشرت فى مصر من جيل إلى آخر». وقد شارك المفتى السابق فى هذا الرأى جمهرة من علماء الدين المستنيرين الذين تكفلوا بالرد على رافعى راية «نموت نموت ويحيا الختان»، وقد كتب فضيلة الشيخ محمود محمد خضر، عالم الحديث بالأزهر الشريف، فى جريدة «الأهرام» حول حديث الختان سنة للرجال مكرمة للنساء وتحت عنوان «حول رؤية الفقهاء لموضوع الختان»: «إن هذا الحديث مكذوب وليس ضعيفاً فحسب لأنه من الواضح أن هذا الكلام من أساليب الفقهاء وليس من أساليب الرسول، صلى الله عليه وسلم، لأن استعمال كلمة السنة من عمل الفقهاء فى العصور المتأخرة».

أما بالنسبة للحديث الثانى وهو حديث أم عطية «أشمى ولا تنهكى فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج» فكل الرواة قد رووه بأسانيد ضعيفة كما كتب د.محمد سليم العوا الذى قال: «إن راوى الحديث نفسه يحكم بضعفه فكيف نلتفت إلى من صحّحه من المتأخرين». وإذا كان العوا قد استند فى تضعيفه للحديث على السند فسنحاول أن نناقش نحن المتن، وللتقريب للأذهان سنضرب مثلاً: إذا نصحت أنا كطبيب مريضاً بالربو يشرب ستين سيجارة يومياً فأمرته بأن يدخن خمس سجائر فقط فى اليوم هل أنا بذلك الأمر أكون مشجعاً للسجائر محبذاً لها وداعياً إلى تدخينها، أم أحاول أن أطلب الممكن من إنسان امتلكته العادة، وذلك حتى أمنعه نهائياً منها بالتدريج؟ كذلك أعتقد أن هذا كان قصد الرسول الكريم، بافتراض صحة سند الحديث، حين انتقل إلى مجتمع المدينة الذى كان يُجرى هذه العملية كعادة متأصلة، فحديثه إذن بذلك أقرب إلى المنع منه إلى الإباحة.

والغريب أن مثل هذه الفتاوى والآراء التى تؤيد منع الختان ليست جديدة، ولكنه عصر مناقشة البديهيات حيث العودة إلى الخلف هى الأصل والرجعية والجمود والتخلف هم أصحاب الصوت العالى، فمن يطلع على عدد مجلة «لواء الإسلام» يونيو 1951 يجد أن الشيخ البنا والشيخ محمود شلتوت ومحمد إبراهيم سالم رئيس المحكمة الشرعية العليا وعبدالوهاب خلاف وحسن مأمون وغيرهم يتفقون على ضعف هذه الأحاديث وأن الختان بدعة مكروهة، وهكذا اتفقوا قديماً وحديثاً ولكن المحتسبين الجدد من هواة الشهرة لا ينظرون إلى أبعد من أنوفهم.

• جهود منظمات المجتمع المدنى لمناهضة ختان الإناث:

على الجانب الآخر ما زال فى مصر المحروسة من لا يخافون فى الحق لومة لائم ويحاربون من أجل كرامة المرأة واحترام آدميتها. لم يقف المجلس القومى للأمومة والطفولة وحيداً فى هذه المعركة، ففى عام 1979 قادت جمعية تنظيم الأسرة فى القاهرة حملة قومية ضد ختان الإناث من خلال حلقة دراسية بعنوان «الانتهاك البدنى لصغار الإناث»، وقد أدى تطبيق توصيات هذه الحلقة إلى إقامة الجمعية المصرية للوقاية من الممارسات الضارة بصحة المرأة والطفل، وهو ما أدى فى النهاية إلى انضمام مصر لاتفاقية 1990 وهى الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل التى أدانت ممارسة ختان الإناث على أنها تعذيب وانتهاك جنسى للطفل، وبعدها مؤتمر الصحة العالمى السادس والأربعون عام 1992 الذى أدان هذه العملية وجرّمها. وقبل انعقاد المؤتمر العالمى للسكان فى عام 1994 بالقاهرة تم تكوين مجموعة عمل مصرية متعددة الاتجاهات من المنظمات غير الحكومية والأطباء وعلماء الاجتماع وأساتذة الجامعات ورجال الإعلام.. إلخ، وهدفها القضاء النهائى على عادة الختان، وكانت منسقة العمل هى الدكتورة عزيزة حسين، ومنسقة مجموعة الدراسات والبحوث الدكتورة مواهب المويلحى.

• قراءة قانونية لختان البنات:

كما أثارت قضية الختان جدلاً علمياً وفقهياً انتهى إلى تجريمها، فإن القانون كذلك قد اهتم بها، ورغم عدم وجود نص خاص بها فى القانون فإن رجال القانون قد أكدوا أنها تشكل جريمة جرح عمدى مما يعاقب عليه قانون العقوبات، فالمستشار صلاح محمود عويس، نائب رئيس محكمة النقض، يرى فى الدراسة التى أعدها عن ختان الأنثى من زاوية المسئولية الجنائية والمدنية، أن هذه العملية تقوم على المساس بجسم الأنثى عن طريق الجرح ويترتب عليها حرمان الأنثى من جزء فطرى من جهازها التناسلى الذى خلقه الله لحكمة وغاية أحاط بها بعلمه، وبمقتضى هذا التكييف القانونى لذلك الفعل فإنها تعد جريمة جرح عمدى يعاقب عليها بنص المادة 241 و242من قانون العقوبات حسب مدة العلاج، ولا يُستثنى من تلك العقوبة الطبيب أو حتى الولى أو الوصى. وقد كتب المحامى الشهير أحمد شنن فى جريدة «الأخبار» مقالاً أشار فيه إلى دور وحق النيابة العامة فى تقديم مرتكب هذا الفعل للمحاكمة، بل إن بعض المحامين قد طالبوا بنص تشريعى خاص وواضح وقاطع كى لا يفلت الجانى من العقاب، وطالبوا أيضاً باعتبار جريمة ختان الإناث إحدى جرائم التلبس التى تتيح لمأمورى الضبط القضائى القبض على الفاعلين والشركاء وتقديمهم للنيابة العامة.

• متى سنقضى على ختان الإناث؟

لن نستطيع الإجابة عن هذا السؤال إلا إذا أجبنا عن سؤال أهم، ما هى مشكلتنا مع المرأة أصلاً؟ القضية لن تحسم إلا إذا حسمنا موقفنا أساساً من المرأة الذى تلخصه الأغنية الشعبية التى يقولونها للقابلة عند ولادة البنت، والتى تقول:

تستاهلى يا جابلة

تلاتين جريدة دابلة

يا مبشرة بالبُنيّة

والعوازل واجفة

حقاً إنها البنت التى تجر جسدها العورة أينما ذهبت والتى تستقبل ولادتها بتكشيرة من الأهل، وتستقبل طفولتها بذبح من الداية، وتستقبل شبابها باغتصاب من الزوج، وتستقبل شيخوختها بإهمال الأبناء والأحفاد حتى تخرج من قبر حياتها الكبيرة إلى قبر موتها الصغير.. وقديماً كان وأد البنات لحظة ولكنه الآن فى كل لحظة. ولا أجد أفضل من كلمات الصحفية العربية سالمة صالح، كختام: «ما أصعب أن يكون المرء امرأة.. عليها أن تحتفظ بمظهر فتاة وتفكر كرجل وتعمل كحصان».